قال مالك بن أنس "رضي الله عنه" : بلغني أن ملكا من ملوك بني اسرائيل ركب يوما في زي عظيم وموكب هائل ولم يترك شيئا من سنن الملوك الأقدمين حتي فعله فهال ذلك الجند والناس فمر برجل يعمل شيئا مكبا عليه ولم يلتفت الي جهة الملك فوقف الملك عليه وقال له : أري كل الناس ينظرون الا أنت ؟ فقال الرجل : أيها الملك اني رأيت ملكا مثلك وكان علي هذه المدينه مات هو ومسكين في يوم واحد فدفن الي جنبه فكنت أعرفهما بشخصيهما ثم أعرفهما بقبريهما ثم جاءت ريح عاصفة فنسفت قبريهما وكشفت عنهما وخلطت بين عظاميهما فلم أعرف الملك من المسكين ، فلذلك أقبلت علي عملي وتركت النظر اليك , قال فتضاءل له الملك وانصرف وتركه في حاله ، فسبحان مفني الأمم ومعيد الرمم سبحانه وتعالي جل ذكره .
___________________________________
يقال أن الرشيد قال للسماك . عظني وكانت بيده شربة من ماء . فقال : ياأمير المؤمنين أرأيت لو حبست عنك هذه الشربه أكنت تفديها بملكك ؟
قال نعم .قال : ياأميرالمؤمنين فلوحبس عنك خروجها أكنت تفديها بملكك ؟ قال نعم . قال : لاخير في ملك لا يساوي شربة ماء ولا بولة ، فبكي الرشيد عند ذلك
____________________________________
وقال علي كرم الله وجهه لأسقف قد أسلم : عظني . قال : ياأمير المؤمنين ان كان الله عليك فمن ترجو . قال : أحسنت فزدني . قال : ان كان الله معك فمن تخاف . قال : أحسنت فزدني .قال : هب أن الله غفر ذنوب المسيئين أليس قد فاتهم ثواب المحسنين ؟ قال : حسبي حسبي ، وبكي علي أربعين صباحا ..
